لبابة لعلج

لبابة لعلج تعرض لوحاتها بإسبانيا

وليد السجعي

تشارك الفنانة التشكيلية المغربية لبابة لعلج في منتدى فناني القصبة بمدينة ألكانتي الإسبانية، الذي يستمر إلى 29 يوليوز الجاري.

وحظيت لعلج بالمشاركة في المحترف الإبداعي بساحة كابرييل ميرو، إلى جانب تنظيم معرض جماعي برواق “لوس بوزوس دو كاريكوس” رفقة مجموعة من الفنانين المرموقين.

وبخصوص منجزها الفني قال الناقد الفني اللبناني خليل السمايرة إن “أعمال لبابة لعلج تنطبع بعوالم الانزياح عن الصور المألوفة، فهي لا تنبهر بالهاجس التقني أو الشكلاني، بقدر ما تنصت لملكة عينها الثالثة، أقصد، بتعبير العارفين، عين الروح.

اللوحة، إذن، بحث استقصائي في المكان والزمان..أفق مفتوح لترجمة قوة التفكير والإحساس معا”.

وأضاف السمايرة أن حركة اللوحة معادل موضوعي لحركة الوجود باعتباره صيرورة وديمومة. ففي هذا الإطار، تقدم لنا كل لوحة سجلا بصريا لجانب من جوانب حياتنا الجماعية بكل تمخضاتها وصراعاتها الموزعة بين الأفقية الأرضية والعمودية السماوية. أن تفكر بالنسبة لهذه الفنانة معناه أن تبدع، وأن تبدع معناه أن تولد تفكيرا داخل الفكر وإحساسا داخل الإحساس.

ينطلق انشغالها البصري بالفنون التشكيلية من قاعدة ذهبية، مفادها أن على الإبداع أن يتعلم من الأجناس الفنية الأخرى لكي يحقق لذة تحرره من الصورة المجردة والمتعالية للفكر.

في هذا المقام، يمارس علينا فيض المتخيل سلطته السرية، ويزج بنا في متاهات النشوء والارتقاء (كل لوحة ولادة متجددة، وانبعاث على الطريقة الأورفيوسية). كم تجاوزت الفنانة في لوحاتها التشكيلية منطق التمثل لمقاربة “فكر التفكير” أقصد التأويل ذي الطابع الحكائي والسردي. الأمر شبيه بالبوح وفق ما تمليه العين الثالثة أو قلب القلب. فأن تحكي معناه أن ترسم، وأن ترسم معناه أن تحكي.

يا لها من فتنة سردية تشتغل في مادتها الأسلوبية على الألوان الزاهية والشفافة، وعلى انسيابية الأشكال والمشاهد في أجواء هجينة (لوحات داخل لوحات) تذكرنا بواقع الأحلام التركيبية ذات الأبعاد الغرائبية والعجائبية. الشخوص تتوالد باستمرار وتنتصب في بناءات عمودية حد الارتقاء والتعالي (رسمت لوحة تؤرخ لقصة الخلق ونشأة الكون). من عالم الصحاري بكل ما يوحي به من دلالات الخلوة والفراغ إلى عالم البحار بمتخيله الطبيعي ومحموله الرمزي (الرغبة، الحلم، العمق، والتجدد …) تطالعنا هموم هذه الفنانة وانتظاراتها الجمالية، حيث تدرج أسلوبها من مراحل متعاقبة ومتفاعلة: التشخيص التسجيلي ذو الطابع الفطري، التشخيص التأويلي ذو البعد الخام، التجريد الغنائي الحركي على طريقة التعبيريين، التجريد الحروفي الشذري الذي يوظف الحرف كعنصر تشكيلي منذور للتأمل البصري لا للمنزع القرائي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

لبابة لعلج تقتفي بتطوان أثر “المادة بأصوات متعددة”

يحتضن رواق المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master